Sunday, September 15, 2013

شباب لبنان: نتوق الى السلام ونتطلع الى مستقبل من دون حروب

كلمة شبيبة لبنان في لقائهم مع البابا بندكتوس السادس عشر يوم السبت ١٥ أيلول ٢٠١٢ في بكركي.


"شكرا لكم قداسة البابا، شكرا على زيارتكم للبنان وعلى السينودس الخاص من اجل الشرق.

نحن اليوم اكثر من اي وقت مضى بامس الحاجة لحضور الكنيسة الفاعل في هذا الشرق الذي يئن تحت نير الكره والخوف واليأس والالم.

ان حضوركم يا قداسة البابا الى لبنان، رغم الظروف الراهنة، يتحدى منطق الحرب واليأس فيأتينا بالسلام والرجاء.

شكرا لانكم ترسلوننا الى العمق من خلال تعليمكم وكلماتكم التي لطالما ننتظرها.

اليكم يا قداسة البابا، هذا العرض لما نحن الشباب عليه اليوم في لبنان والشرق.

نحن، شباب الشرق اليوم، نتخبط في بحر من المصاعب والهواجس والمخاوف فكثير من ابناء جيلنا في ضياع يعيشون الاحباط ويواجهون الفساد.

الصعوبات التي نواجهها كبيرة، من الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية السيئة المتأزمة الى مشكلة البطالة، نحاول التفاعل مع هذا الواقع فنعبر عن ارائنا ونلتزم الشأن العام لنعيش رسالتنا في قلب العالم ونسير به نحو عالم ارقى، لكننا نجد انفسنا عاجزين عن التغيير والنهوض بالاوطان، فيهاجر منا الكثيرون بحثا عن مستقبل افضل.

نحن، شباب الشرق اليوم، نريد ان نثبت في الشرق ونتجذر بارضنا، رمز انتمائنا وهويتنا، ليس تعصبا بل حفاظا على كيان المنطقة وفرادتها، فلا تصبح اوطاننا مجزأة ومفرزة حسب الطوائف والمذاهب.

نحن، شباب الشرق اليوم، نتوق الى السلام، ونتطلع الى مستقبل من دون حروب، مستقبل يكون فيه لنا دور فاعل فنعمل مع اخوتنا الشباب من مختلف الاديان على بناء حضارة المحبة وتشييد اوطان تحترم فيها حقوق الانسان وحريته وتصان كرامته.

نريد ثقافة السلام ونبذ العنف لنكون جسورا حية، وسطاء للحوار والتعاون. كثيرون منا يعيشون خبرات كثيرة (من صداقة وشراكة وجيرة) مع شباب وشابات من ديانات مختلفة. هي خبرات فريدة، وهي ما يميزنا في الشرق على صعيد العيش المشترك. نحن لا نخاف الآخر المختلف، لكننا نحذر من الفكر الأصولي (في جميع الديانات) الذي يستميل بعض الشباب ويعوق مسيرة حوار الأديان وما تزهره من لقاءات بين الشباب واحتفالات مشتركة ونشاطات ثقافية واجتماعية مختلفة.

نحن شباب الكنيسة اليوم، نريد أن "نشهد بما رأينا" (١يو١:٣) ولكننا نحتاج للكنيسة، الأم والمعلمة لمرافقتنا وإرشادنا في مختلف مراحل حياتنا، فنسير معا كما فعل يسوع مع تلميذي عماوس.

نحلم بكنيسة تستقبل شبابها فتستمع اليهم والى تحدياتهم وتكون حاضرة بشكل فعال وعملي الى جانبنا، فتأخذنا الى العمق وتوفق بين مفهوم الخطاب والوعظ ومفهوم العمل والشهادة.

نحن نؤمن بكنيسة واحدة ونريد أن نعمل على التقارب المستمر بين الكنائس المشرقية لنكون واحدا كما أرادنا الرب، ولعل أبرز مظاهر الوحدة الاحتفال معا بقيامة الرب يسوع، فنهتف معا، المسيح قام.

نحن شباب الكنيسة اليوم، نطمح يا قداسة البابا ان نكون فعلة حقيقيين في حقل الرب، وشركاء فاعلين في رسالة الكنيسة. نتوق الى "أنجلة جديدة" والتعمق في الكتاب المقدس وعيش كلمة الله في حياتنا اليومية في العالم، فنشارك في رسالة الكنيسة.

نحن شباب الكنيسة اليوم، نريد أن نكون علامة رجاء لكل المشرقيين، فنشهد لمحبة الرب الأقوى من الموت.

إيماننا يا قداسة البابا بكنيستنا قوي وثقتنا كبيرة رغم كل التحديات والنزاعات.

أخيرا نود أن نرفع اليكم، قداسة البابا، تقديرنا وحبنا، وننتظر بشوق سماع تعليمكم وإرشادكم لنا، طالبين من الرب يسوع في هذه المناسبة، أن يمنحنا النعمة لنكون شهودا لقيامة ابنه بفرح الروح القدس".