Wednesday, November 16, 2016

السؤال هو الإنسان

السؤال هو الإنسان.
الإنسان سؤال لا إجابة.
وكلُ وجودٍ إنساني احتشدت فيه الإجابات فهو وجود ميت!
وما الأسئلة إلا روحُ الوجود.
بالسؤال بدأت المعرفة وبه عرف الإنسان هويته.
فالكائنات غير الإنسانية لا تسأل، بل تقبل كل ما في حاضرها، وكل ما يحاصرها.
الإجابة حاضرٌ يحاصر الكائن، والسؤال جناحٌ يحلق بالإنسان إلى الأفق الأعلى من كيانه المحسوس.
السؤال جرأةٌ على الحاضر، وتمرّد المحَاصَر على المحاصِر.
فلا تحاصرك الإجابات، فتذهلك عنك، وتسلب هويتك.

وأنت يا ابنتي معذورة في حيرتك، وفي التردد في طرح السؤال…
فقد نشأت في بلاد الإجابات،
الإجابات المعلبة التي اختزنت منذ مئات السنين،
الإجابات الجاهزة لكل شيئ،
وعن كل شيئ،
فلا يبقى للناس إلا الإيمان بالإجابة،
والكفر بالسؤال.
الإجابة عندهم إيمان،
والسؤال من عمل الشيطان!
ثم تسود من بعد ذلك الأوهام،
وتسود الأيام،
وتتبدد الجرأة اللازمة والملازمة لروح السؤال.


― يوسف زيدان، ظل الأفعى

No comments:

Post a Comment